كتبت سعاد زاهر: ضمن متغيرين…!
#سفير برس

تتعايش ثقافتنا ضمن متغيرين الأول: ما عشناه خلال سنوات الحرب العدوانية، وما أفرزته من أزمات، من ضمنها الأزمات الفكرية والثقافية.
المتغير الثاني: عالم الإنترنت ومواقعه التواصلية، وعالم التكنولوجيا المتبدل آنياً.
وما بين المتغيرين، تبدو الثقافة أسيرة واقع يطبق الأحكام عليها، وعلى المشتغلين فيها، بما لا يدع لهم مجالاً لإبداع يعبر عن واقع يحكمه ظرفه المعيشي والاقتصادي.
كيف تتماشى ثقافتنا مع هذه المعطيات؟
هل هي من أولويات بشر أنهتكهم الحرب، وهل بالإمكان محاولة اقتحامها لعوالمها المتهالكة أساساً بسبب ظرف ضاغط؟
إحدى مقولات ألبرت آينشتاين “المثقفون يأتون لحل المشاكل بعد وقوعها، والعباقرة يسعون لمنعها قبل أن تبدأ….”
ولكنها بسبب الحرب وجدت المشكلات وأينعت، فما هو الحل؟
هل نتركها تتزاحم، وتسد علينا منافذ الحياة؟
هل الخلاص برتق تلك الشقوق الفكرية التي يقف خلفها جدران متآكلة آيلة للسقوط؟
وهل تؤتي ثمارها حين لا نغوص في العمق لنستبطن كل ما من شأنه أن يشل الوضعية الثقافية ويجعلها تراوح في المكان
إذا كانت مآلات الواقع تجعل الثقافة تنسحب للخلف، بحيث تبدو كل تلك الفعاليات والأنشطة مجرد كورال يخفت أو يرتفع صوته طرداً مع واقع اقتصادي ضاغط يلتهم غالباً أهداف تلك الأنشطة ويشتتها، بحيث تصبح بلا صدى، خاصة في ظل كثرة المنصرفين عنها، باتجاه أجواء تكنولوجية بقدر جاذبيتها، إلا أنه تصدر الخواء، مؤمنة له فرص السيطرة.
لا شك أن معاناة الفكر والثقافة ليست هينة، ولا يبدو أن هناك حلاً سحرياً بإمكانه نقلها من حال إلى آخر، ولكن الشكوى والتنظير وغياب الاستراتيجية الفعلية التي تتبناها مختلف الجهات المعنية، لا تنفع إن لم نبدأ بفكفكة خيوطها المعقدة، لربما حينها نبدأ بالإقتراب من الفرد لتحظى الوجبات الثقافية المتقنة بتقديره، إلى أن يتمكن البعد التراكمي من نيل حظوة جماعية.
#سفير برس _ سعاد زاهر