إعلان
إعلان

كتبت سعاد زاهر: زيت عطري…!

#سفير برس

إعلان

الملحق الثقافي-سعاد زاهر:

سطوة الكاتب المعرفية تظهر من جمل مكثفة تطل علينا كإهداءات كتب يشتغل عليها بخصوصية تجعلك تتلمس مباشرة روح الكاتب، لا مسارب تأويلية، بضعة كلمات تشبه الزيت العطري المركز، تفوح منه رائحة فكر الكاتب، وقد تجذبك أبداً…أو تنسى أنك مررت إليه.
لنأخذ البعد الأول، حين يعطينا الإهداء في مقدمة الكتاب تكثيف سريع عن شخصية الكاتب، ومن هي الشخصيات أو الأفكار التي يشعر بالانتماء والامتنان لها، وبالتالي يهديها كتابه، خلاصة فكره…
أثر مقدمة الكتاب المتقن، غالباً تمتد إلى صفحاته لنتابع شخصيات حية قد تتفلت في أذهاننا لتعيد تقليب أفكارنا، إلى أن تعينها حتى على التمرد علينا..
نتحول معها الى قارئين نبدأ ولا نعرف كيف سننهي الكتاب، فالخاتمة قد تعيدنا مرة أخرى إلى المقدمة في حوار إبداعي كلما تمعنت فيه، كلما استعر لديك فكر حر ينبئ أن بين يديك أيقونة استقرت في عالم الفكر.
اليوم ونحن نشهد مصائر مختلفة، في عصر» التيك توك» هل تبدو تلك المقدمة والإهداءات التي تختطها أيدي المبدعين بكل أنواعها سواء تلك التي نعيشها في حفلات التوقيع في المعارض أو في الأماكن الباذخة حيث تبدو الثقافة طارئة، يحتفى بها كأننا في حفل عيد ميلاد لطفلة ثرية على وشك ان تخطو أولى خطواتها في عالم لا ينتشي فيه سوى بقراءات عابرة.
ونحن نعيش اتساع الفجوة المعرفية، على المستويين الفردي والجماعي، هل تتمتع تلك المقدمات أو الإهداءات أو أياً من مشتقاتها، بالتأثير على سطوة التيك توك وشقيقاته، وهل سينفع تركيزها العطري بفكفكة استبداد الشاشات كي نحتفي ببضعة نقاط تصل روائحها إلى أذهاننا فتختمر وتنتج قوالب إبداعية تتمرد على كل هذه النكبات الفكرية…؟
العدد 1123 – 6-12-2022

#سفير برس_ سعاد زاهر- الملحق الثقافي

إعلان
إعلان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *