الشخصية الانهزامية بين الطوفان والخذلان..بقلم: د:آداب عبد الهادي
#سفيربرس

يتساءل الشعب العربي العظيم من المحيط إلى الخليج مستهجنا من موقف الأنظمة العربية (الأنظمة ككتلة مؤلفة من حاكم وحكومة وجيش) البارد حيال مايحدث من قتل وتدمير وتهجير ووحشية لم يسبق لها مثيل من قبل العدو الاسر ائيلي المحتل لارضنا العربية الفلسطينية.
ويطالب هذا الشعب البطل من هذه الحكومات اتخاذ إجراءات عادلة ومحقة بالوقوف إلى جانب الفدائيين أبطال طوفان الأقصى وبجانب الشعب المظلوم المضطهد في غزة هذا الشعب الذي تآمر عليه العالم بأسره القريب منه والبعيد.
ووصلت مطالبة الشعوب العربية لأنظمتها بإرسال جيوش جرارة إلى أرض المقدس، أرض الأنبياء وثالث الحرمين لنجدتها من دنس الصهاينة هؤلاء الوحوش البشرية قتلة الأطفال والنساء والشيوخ.
ومع ذلك وبعد أسبوعين كاملين من قصف المنازل والمدارس والمستشفيات واستشهاد الآلاف وتهجير مئات الآلاف لم تبال الأنظمة بمطالب الشعوب.
لذلك عدلت الشعوب مطالبها بفتح الحدود والسماح لهم بالزحف إلى غزة وأيضا لم تجد هذه المطالب آذانا صاغية لدى أنظمتها التي لم تحرك ساكنا حيال محاولة العدو المجرم تفريغ غزة من أهلها ورميهم في صحراء سيناء.
خرجت الشعوب إلى الشوارع تصرخ وتستغيث وتطلب من حكوماتها نجدة غزة.
وعلى ما يبدو أن هذه الشعوب نسيت ان زمن المعتصم ولى وانتهى لأنها ماتزال تطالب بوقفة عز، وقفة يسجلها التاريخ لحاكم رفع عصاه بوجه الطاغوت المتجبر ذلك الصهيوني الخنزير البغيض.
لكن ماحصل هو أن ملكا عربيا يرسل برقيات التعزية لنتنياهو رئيس حكومة الكيان المغتصب يعزيه فيها بمقتل الأطفال الأبرياء على يد الارهابيين الحماساويين على حد تعبير ذلك الملك، بينما ملك آخر يفتح حدوده البرية والجوية وقواعده العسكرية لانطلاق الطائرات التي تقصف الأبرياء والعزل والسكان المدنيين الأمنيين في منازلهم، بينما راح رئيس آخر يندد بالفدائيين المقاومين الذين يعملون على رفع الظلم والقهر والعدوان عن أطفالهم ونسائهم وهم يعيدون للعربي بقايا كرامة سفكت تحت نعال الصهاينة، مقاومين شرفاء يقاتلون عن الأمة وعن زعماء الأمة، عن شرف الأمة وبقاء الأمة وعز الأمة ومجد الأمة، فيقول عنهم انهم لايمثلون الشعب الفلسطيني ولا العربي هم يمثلون أنفسهم إلى أن يؤكد رئيس السلطة الفلسطينية أن هؤلاء الابطال لايمثلون الشعب الفلسطيني فيتكالب العالم أجمع بقواه الكبرى المتجبرة تتزعمهم أمريكا في الدخول بحرب شعواء شرسة خالية من كل القيم الأخلاقية والإنسانية وهم يبيدون شعبا عربيا كاملا مقاوما صامدا صابرا من أجل خاطر الكيان الصهيوني الذي أعطي الضوء الأخضر بالقتل والتدمير والإبادة من القريب والبعيد.
لذا اقول لشعبنا العربي البطل، الشعب الذي لن يقبل المهانة والذل ولن يقبل موقف التخاذل والخذلان من انظمته وحكوماته محاولة تفسير المواقف الانهزامية لهذه الأنظمة الحاكمة.
مؤكدة أنه مهما طالب هذا الشعب فمطالبه لن تلقى آذانا صاغية لأن الأنظمة العربية الحاكمة هي عبارة عن أفراد هؤلاء الأفراد وحسب علم نفس يصنفو ن على أنهم شخصيات انهزامية والشخصية الانهزامية هي عبارة عن إضطراب نفسي يصاب به الفرد منذ الطفولة دون أن يلقي العلاج المناسب،ففي مرحلة الطفولة كانت تعاني من اضطهاد وظلم وقهر ونوع من الاستسلام والخنوع في كل شيئ لذلك كبرت هذه الشخصية وهي تعاني من الوهن النفسي وانحطاط وضعف في العزيمة وقلة الحيلة فهي لاتعرف للتخطيط معنى وليس لها هدف واضح، كثيرة الكلام قليلة الأفعال، شخصية دعية، لاتمل ولا تكل عن الشكوى من كل ما تصادفه في حياتها من أي ظرف في اي وقت وحكمتها اليومية هي أن تنحني أمام الرياح إذا داهمتها العواصف.
من هذا المنطلق نجد أن الشخصية الحاكمة وشخصيات الأنظمة العربية هي شخصيات انهزامية، تهزم نفسها فقط و فقط نفسها فهي تصر وبكل قواها على البحث بجد. وحماس لتوقع نفسها في الأخطاء القاتلة بل وأكثر من ذلك فهي تسعى جاهدة و انطلاقا من إضطرابها النفسي لدفع الناس لأن يلعنونها ويثورون ضدها لأنها تشعر بلذة كبيرة بلعن الناس لها وتتلذ بالإهانات التي تقال لها ثم تقول لهم شاكية بإذلال ان الناس لا يقدرورن حقيقة الوضع المأساوي الذي تعيشه هذه الدول وعليهم إن كانوا أوفياء أن يتحملوا الأخطاء والانزلاقات التي تتعرض لها الدولة ثم تعود مرة أخرى للتضييق على الناس بما يفوق طاقة تحملهم بل والأكثر من ذلك تدفعهم دفعا للانفجار في وجهها لتضعهم في خانة الخطأ لعدم مقدرتهم بالسيطرة على انفعالاتهم وارتكابهم الحماقات حسب وجهة نظرها بل الحقيقية هي وحسب مخططاتها تدفعهم دفعا للانفجار بوجهها لأنها تتلذذ بهذا الانفجار وبهذا الغضب.
والسبب الرئيسي لهذا السلوك هو انعدام ثقة هذه الأنظمة بنفسها ويقينها من أن الآخرين لا يبادلونها الحب الصادق أو التأييد الصادق والاهتمام الصادق بل والأكثر من ذلك هي متأكدة من أن الناس والشعوب لا تبادلها التأييد ولا القبول كمنظومة حاكمة لهم ومن هنا نرى الأنظمة تزيد في الضغط على الشعوب لترى إن كانوا سيتحملون لها ام لن يتحملوها.
من هنا نقول للشعوب العربية، أن هذه الشخصيات الانهزامية التي تتربع على عروش الأنظمة هي شخصيات مريضة متخاذلة بالفطرة انهزامية بالوراثة خائنة بالممارسة جبانة بالعادة مستسلمة بالتمارين، ظروف سيئة اوصلتها سدة الحكم، ظروف غلافها الذل والخسة والندالة وتبلد المشاعر والعواطف والأحاسيس، ظروف حاكها محتل غاشم وهندسها ماسوني قذر ودعمها موسادي كافر بكل القيم والمواثيق الأخلاقية والإنسانية، ظروف سيئة اوجدتها لمثل هذه المرحلة، من ارزل مراحل عمر أمتنا، مرحلة نهض فيها شبان رجال فرسان شرفاء نبلاء عرب أخلاقيون كرماء يسترخصون دماءهم من أجل كلمة سيقولها التاريخ للأجيال القادمة انه لولا قرابة الف رجل فارس من بلدة اسمها غزة ماكان للعرب مكان في هذه الأمة، وماكان لعربي أن يرفع راسه بفخر، سيكتب التاريخ للأجيال القادمة ان الشرف العربي أتى من غزة والعزة من غزة والكرامة من غزة وبقاء الأمة من غزة ونحن الشعب كلنا اصلنا من غزة….. نحن غزاويون من المحيط إلى الخليج… كل الشعب العربي وكل شريف وكل فارس هو من غزة.
# سفيربرس _ بقلم : د:آداب عبد الهادي