إعلان
إعلان

التخلي الميت _ بقلم : دلال ابراهيم

#سفير_برس

إعلان

قالت له..

ليس عدلاً أن ترحل تاركاً خلفك مقبرة منسية بسبب الأوهام, أن تلوذ إلى أرصفة التخلي المقيت من حبي الذي يفوقك, ولا زلت أحبك حتى وأنت تمضي بعيداً عن هذا الحب. كنت تعذبني وأنا اعتذر لنفسي عنك, أقسم نفسي إلى نصفين, نصف يعتذر لي والآخر يسامحك. من الذي علمك كل تلك القسوة؟ أنا لا أعرف بيتاً آمناً لا تمر به الذئاب كقلبك, ولا أعرف جحيماً حارقاً أشد من انهيارات آمالي بين يدي صدودك. أشعر بالحيرة الآن, لا أدري كيف أخبر إيماني الكبير بحقيقة الفقد المرة. ليس هناك شيء أساء إليّ كعاطفتي. فأنا لم ابحث عن انتصارات في الحب, لأنني كنت اعتبرها انتصارات فارغة. ولكن هنا أتوقف عن تمزيق نفسي في طريقك, عن رصف الطرق التي تؤدي إلى نبتتك التي كبرت منذ بضعة ونيف. سأتوقف عن الوقوع مرة أخرى في فخ وجهك. أي طريق لا تؤدي إلى عينيك سأسلكها, أي شاطيء ليس فيه صوتك ساستريح عليه. كل الجهات تؤدي إليك وأنا خائفة منك. لماذا تركتني لليالي الموحشة أعد انكساراتي؟ لماذا وأنا أتيتك بجراحي الكثيرة أضفت كل ليلة جراحاً لها؟ كنت أخفي عنك كل ما يمكن أن يصيبك بنز حتى تكون هادئاً كالربيع, وفجأة صرت ناراً, أي وجه استعرت حالاً, أين روحك؟ في أي زقاق رميتها, أين صوتك لماذا اختفى فجأة. وأنا التي مشيت معك في الدروب العمياء والحدائق المشوكة. حاولت أن أكون جبلاً إذا تحولت حياتك إلى أمواجاً, هدأت فصرت قارباً لك. ما الحب إذا لم يكن هكذا؟ ما الحب إذا لم يقصد المرء كل كلمة يقولها, كل استعارة يذل بها. قلت لك أموت فيك, وأنا فعلاً أموت فيك, أخون العالم كله كي أحبك, أخون نفسي كي أحبك, أتناسى آلامي وأحبسها كي أحبك. كلمات الحب هي التي تعذبنا ..ووعوده هي التي تقيدنا..كانت رغبتي الأطغى تكمن في تذوق شيء من قسوتك وحين لاحت الفرصة لاستفزازها لم يخطر لي أنها ستحيل كل ما بيننا إلى عدم..خريف غضب آخر سيفصلنا عنه يوم غد ولا زلت ارفض تصديق كل ذكرى تربطني بك. من باب العدل أن التزم الصمت من بعد الصدمات التي أثرت على حياتي, والرضا بكل شيء ولو كان سيئاً. اعترف بأنني فشلت في الاحتفاظ بالكثير لأنني لم أجد ارتداء الأقنعة. كنت أظن أن الصدق والنقاء يكفيان.

قال لها..

تعالي نتبادل اللوم وأطراف الخيبة وأصوات انكسارات الحب على بلاط الكبرياء الزائف, أو لنبقى محبوسين في مرفأ الانتظار. رغم الصمت الذي نمارسه..إلا أن في قلوبنا كلمات لها أصوات عالية تزعجنا نحن فقط..كم من كلمات لا صوت فيها..وكم من صمت ينطق بكل الكلمات..أنا حتى الآن لا أعلم هل كنت طيف عابر أم أنا ضللت الطريق. أنت التي ذهبت إليها طواعية فغرستني في أجمل الأحلام. وفجأة: ازدادت مرارة القهوة الصباحية التي اعتدنا شربها معاً ..لأنني رجل تستيقظ حروبه في عينيه منذ الفجر ويبقى يحارب الظلال حتى المغيب, رجل يتناسى أن يقول أحبك لأنه لا يدرك حقاً كيف يمضي العمر دونه.. لطالما أردت أن أخبرك أنني لم أعد احتمل لطفك يوماً حين يهددني ككيان يلغي ملامح الوجود نفسه كما تلغي نبرة صوتك حيرتي وأنانيتي.. لا أحب أن أتغير عليك كثيراً لكن لا تعطيني فرصة أخرى كعادتك..فقد بت أكره التسامح الذي تبديه وقد قص غمراً من طولك.. تعالي وابكي بين ذراعي ولن أشعرك بالشفقة ولا بالضعف,  ولكني الوحيد الذي تستطيعين أن تبكين بين يديه وتشعرين بالقوة. ربما لست بخير اطلاقاً, كما تريني, وكأني استلذ الألم, وأظهر في وجهي الكبرياء وأتّكمه في أرضك. أنا حتماً أهرب منك إليك, هأنذا بعد لحظات, مؤكداً سأتقيأ الإنفجار الذي كنت سابقاً أخافه وأخفيه. ولكن ما زلت أربي النسيان لأطرد وفرة خيالك المتنامي, ازرع التغافل في أواني الصبر لأدحض حقيقة الحنين, سأمنح الذاكرة مقاليد القرار وتحت عباءة الكبرياء سأواري غصة الدمع, اربط على جأش حزني العتيق واهدهد حلمي العتيق. حلمي الذي رفضت أن احققه, فقد مات الشغف بطول الانتظار. ومن يومها تسكنني اشباحك وكوابيسك. في النهاية يحضرني قول ” باولو كويلو:” كل شيء ضاع من يدي, كان بسبب خوفي الشديد من أن يضيع”..ولكن سؤالي في معركة الحب والانتصارات: يا ترى من منّا هزم الآخر؟؟

#سفيربرس _ بقلم : دلال إبراهيم 

 

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *