إنها تمطر هناك ..بقلم : عبير حسين سليم
#سفير_برس

أخبرتني الثامنة مساء أن شارع الحنين قد فرد كل ترابه لاستقبال أول حضن للمطر ..
إنها تمطر هناك ..
أخبرني عصفور الدوري أن السماء اسمرَّت ملامحها وأن أشجار الرمان تابعت تعريها ليلفها المطر التشريني بردائه الحزين …
إنها تمطر هناك … أخبرني صوت مزراب بيتنا أن مصطبة الدار قد هللت جزلى لصوت ارتطام أمطار السماء فوقها …
إنها تمطر هناك … أخبرتني توتتي الجرداء .. أن أذرعها تنهدت بفرح لكل قطرة عبرتها لتطيب سُكنى في عمق الأرض العطشى …
إنها تمطر هناك .. أخبرني دار أبي بفرحة القبب وهزج البئر القديم … ورقص القطرات في أعماق جُرن أمي … إنها تمطر هناك … أخبرتني حمائم الجيران أولئك الذين رحلوا أخبرتني أن الحياة هناك تنبض بضعف فرحة بعودة عطاء السماء ..
إنها تمطر هناك … وأنا لازلت أنتظر موعد الثامنة .. على حافة الذاكرة … عساه يطيب اللقاء …….
#سفير_برس _ بقلم : عبير حسين سليم