إعلان
إعلان

القلم..والحبر..في حضرة الدم _ بقلم: محمد فياض

#سفير_برس _ القاهرة

إعلان

حين يكره العرب العرب فلماذا لايكرهنا العالم. فبالرغم من مفارقة المشهد السياسي الأمريكي الغربي الآن واختلافه وحلحلته الإنحدارية لجهة الإعلان عن الحضور الفلسطيني القوي النازع حق الذهاب الدولي إلى الطاولة للإقرار بالدولة الفلسطينية.وفي مشهدية سياسية درامية ترفع حلف العدو الصهيوأمريكي محمولاً مكبل اليدين والقدمين باحثاً عن فرصة لالتقاط الأنفاس من فاجعة ناتج الحرب في غزة وصدمة السابع من أكتوبر.. بالرغم من أن العدو الحقيقي في الميدان بغرفتيه الإقليمية والدولية ( في الدبلوماسية) .وفي ميدان القتال هو الأمريكي منذ اللحظة الأولى..وأن الأحداث لاتحمل سرًا هذه المرة..ونرى كيف قامت واشنطن بالإنزال العسكري الشامل والاستيراتيجي في ساحات غزة براً وبحراً وجواً..فالطائرات والغواصات تكتيكية واستراتيجية وحاملات الطائرات والجيوش العائمة في البحر قبالة الأراضي الفلسطينية المحتلة.والقذائف والصواريخ الذكية والأكثر غباءاً والقنابل الأكثر فتكاً وتدميراً..وجنود النخبة الأمريكية دلتا ونظيرتها الإسرائيلية غولاني..كل مافي ساحة المعركة هو أمريكي بامتياز وعلانية لاترهق المتابع..وقد انهزمت جميعها.ويرى قادة العرب ذلك بأم أعينهم.فلاهذه أُمّنَا الغولة..ولا الجيش الذي لايُقهر.وليست هذه هي المعركة التي كشفت وحدها الضبابية عن أعين الطُرشان والعُميان..ففي معركة 2000 تأكد أنه الجيش الذي يُقهَر..وفي معركة 2006 تأكد أنه الذي يُقهَر ويتقهقر..وفي الحرب الدائرة الآن وتم سحق نظرية الأمن الإسرائيلي ونُسِفَت البنية السيكولوجية للأفراد والمؤسسات والمجتمع الإسرائيلي وإلى غير رجعة..والعرب لايزالون في مربع الكراهية.يبحثون للعدو الأمريكي عن صيغة يدفعون هم تكاليفها لنجدة إسرائيل وإنقاذ هدية الرب للأمريكي -كما يقولون – وتدرك الولايات المتحدة الأمريكية أن تل أبيب قد انهزمت كما لم تنهزم من قبل منذ الإعلان عن وجودها في 15 مايو عام 1948 . ويحفظ التاريخ الأمريكي أنهم يشعرون بالفزع الأقسى منذ الإنزال العسكري في العام 1944لتحرير فرنسا من النازية لإنقاذ أوروبا العجوز .
هل تنتصر حماس والمقاومة حقاً.؟
إن المتابع المبتديء يستطيع أن يعلن بشجاعة أن المقاومة انتصرت لا على جيش الإحتلال الإسرائيلي بل على الأمريكي الحاضر في المعركة بٱلته العسكرية وقادته وجنوده واستخباراته وأجهزة استشعاره وأقماره الصناعية..انتصرت المقاومة وأثبتت بالدم نظريتها المغايرة في العلوم العسكرية كيف خططت ودربت وهيأت ساحات الميدان وتجهزت واقتحمت وحشدت طاقاتها العلمية والعسكرية للمنازلة الطويلة التي استنزفت كل مخازن السلاح وحظيرة الجنود والقادة ومزارع القوات الرديفة لدى العدو..العدو الكبير..وقررت الإنتصار وانتصرت..وفَقدَالعدو اكثر من800 آلية عسكرية من آلياته التي صَدَّعت قيادات العواصم أدمغة شعوبنا العربية وأبواقها الإعلامية عن قدراتها التي لاقِبَل لنا بها وإن اجتمعت جيوشنا.وأكثر من 250 أصيبوا بالعمى الكلي من جنود وضباط الإحتلال.وقرابة 5500 قتيل وأكثر من 9000 مصاب منهم مالايقل عن 4200 إصابة بعاهات مستديمة..والنزوح السكاني ورعب صافرات الإنذار..المعركة حسمتها المقاومة بتوصيل يقين الرعب إلى قلب اسرائيل والمجتمع الإسرائيلي في الداخل وأكثر من نصف مليون عائد من فلسطين المحتلة إلى أوروبا هلعاً من الموت.وعلى الجانب المقاوم تقف البشرية كلها في أصقاع الأرض تبجيلاً وتحليلاً للشخصية الفلسطينية والأرض أنتجت هذه المعجزات.
والقادة العرب يبحثون لنتينياهو عن مسرحَة إنتصار وهمي يقدمه لشعبه. وتعلم العواصم العربية أن نتنياهو قد فشل في تحقيق أي شيء من الأهداف التي وضعها لحربه ضد غزة.. وأنه لم ينجح سوى في إنجاز هدف محقق ليته أعلنه ضمن أهدافه للحرب أو هدفاً وحيداً لقواته..تدمير الأرض والبنايات وقتل الأطفال والنساء والشيوخ.
ويعلم العرب أن هذا أيضاً لم يكن ممكناً تحقيقه بالأرقام التي ٱلت إليها مآلات المعركة إن اعتمدت تل أبيب وواشنطن معها مواجهة على الأرض معركة قتال الرجال وجهاً لوجه.وبالرغم من كل مايجري من بحار الدم الذكي للأطفال والنساء والشيوخ في غزة.. وبالرغم من غباء الأنظمة في الإكتفاء بمتابعة القصف والقتل وهم يتنازلون الآن عن رديف وقادة وشباب وفتيان نعوذهم حتماً – هم وامتدادهم -في المواجهة الحتمية مع ذات العدو وذات الحلف في ذات يوم.
مؤلم جداً ذلك الإنفصال الشبكي والعطب الذهني الذي أصاب القادة العرب..وربما إصاباتهم أزلية قديمة وما 7 أكتوبر وطوفان الأقصى إلا حدثٌ كاشفٌ .. وكل يوم يؤكد نتنياهو أهدافه من جديد.. القضاء على حماس والمقاومة في غزة وتحرير الأسرى الإسرائيليين بالقوة..وجنوده يعودون إلى مدير المقابر العسكرية ويفشل في حصرهم..وضباطه يناور بالطيران لإجلاء الجرحى ويتوسع في المشافي لعلاج المرعوبين من المقاتل الفلسطيني..كل يوم يكرر رئيس وزراء العدو أهدافه هذه من الحرب. وكل يوم بذات أنساق الغياب والغيبوبة تخرج التصريحات العربية وقد إعترتها الأنيميا الحادة في التفكير السوي.
العدو يتساقط. والصهاينة يفصحون عن الخطوط الأخيرة للدفاع والمساحات الأخيرة للبقاء.
وإرتباك المشهد في اليقين العسكري الإسرائيلي يُصَدِّر للأمريكي والغربي صرخات النفس الأخير..ويرى الحكام العرب قسوة الضربات الجوية العسكرية على الشعب العربي الفلسطيني في غزة والتي تقرأ بيان الإعتراف الصهيوني بالهزيمة الثقيلة.. والحكام يبحثون عن مخرج لنتنياهو كي ينجو ولإسرائيل كي تبدو بلا وصمة عار من كابوس غزة.
وثبتت المقاومة قدرتها على الصمود والقتال وعبقرية الإحتفاظ بقدرات فائقة مذهلة في عزف موسيقى التحرير فوق رؤوس الشعب الإسرائيلي بسيمفونية الصواريخ والتي تنطلق من الجغرافيا التي تعلن تل أبيب أنها خلت من المقاومة وباتت تحت السيطرة الكاملة لجيش الدفاع.لكن بحار الدم الفلسطيني وحطام البنايات والسيدات الفضليات شهيدات الغدر الصهيوني تنتفض أجسادهن وتُطلق صواريخ المقاومة على الإحتلال.. والحكام العرب تنطفيء جذوة التفاعل مع هدم القطاع وتدميره على رؤوس الأطفال والنساء والشيوخ..ويتحولون إلى كتيبة البحث عن موافقة الأمريكي لإدخال المساعدات إلى القطاع من أرض عربية إلى أرض عربية..يعجز القلم والمداد عن صرف مايحدث لجهة قواعد الحفاظ على الأمن.. والأمن القومي..لِمَن إذن ؟؟؟
وكل العواصم لاتخجل أن تركن خشيتها ورعبها من رعب المهزومين لغايةٍ تعلنها من أجل الأمن القومي.. أمن مَن مِن مَن ؟؟
وإن انتظرنا كثيراً.. فلمن نبذل الجهد لإدخال المساعدات..؟
إن الإجابة بشجاعة تسقط كلها بأحرفها الركيكة والمعتلة في حضرة الدم العربي.. لاتقوى كل الكلمات على الوقوف أمام الضريبة الوطنية والقومية التي يدفعها الآن الشعب العربي الفلسطيني في غزة لتركيع العدو..العدو الملطخة أياديه بدماء الأبرياء في العواصم.. وتنتفض الثارات لنشوة القصاص والمواجهة.. تذهب الحكام وتبقى الشعوب..تبحث عن الكرامة.. وتنتصر غزة وتمرر النساء والأطفال الصغار مرارة الإنتصار في حلوق القادة المهزومين من الرعب..لينطفيء القلم. ويتبخر الحبر خجلاً..في حضرة الدم.

#سفير_برس _ بقلم: محمد فياض _ القاهرة 

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *