إعلان
إعلان

فؤاد حميرة ..أوجعتنا وأمتعتنا، أمتّنا وأحييتنا، وكسرت قلوبنا

#سفيربرس _ بقلم : سارة محمد بركة

إعلان

في مدينة العاشر من رمضان، بصحبة صندوق أصم، هو الموت هكذا ينشر مخالب صمته بين مساحات هذا الزمن المليء بفوضى التناقضات ودروب أزقته المرعبة. لشخص كان حزنه يفترش، البؤس مع الإبداع، لربيع حقل بذوره أراد لها أن تنبت، ليتها اقحوانات تتنفس رائحة السنابل.
في هذا الوقت من الظهيرة لحظة دفنه، كانت تضج الأزقة بدموع من عرفوه، والفراق كما تعلمنا بعد حين، يشبه قطار تعطلت احدى عرباته لأمر طارئ. اما الإسعاف فإنذار لحركة يتبعها سكون.
لكنه غادر، غادر مَن أمضيت بقراءته زمانًا، حاملًا حقيبة سفره المرتبكة نحو محطةٍ صار لها أن تبقى خالدة لكي نعيش.
بات يواجه صحبة التحدي عند سرير الموت، تشده آصرة تشبه العلقة التي أنفصل عنها لحظة الولادة لمواجهة المخاض.
ما زال قلبه يعانق أنفاس مودته، ليتها لغة الأمل التي تستعيد عافيتها بعد وجع أغار عليها.
العزاء هنا يعني أن يفترق بك السبل، لجسد شعر أنه وحده من يشاغله الألم؛ فتغرب سفينة أشلائه المحطمة، وتنأى به الأقدار.
كنتٌ في كل مرة أجده يقترب فيها من الفناء من العدم، يستفيق بالفطرة؛ لينفض عنه غبار الموت وينتصر للحياة من جديد، وهكذا يراود الحياة عن نفسه، حالة بين بين، يتأرجح بين ضمير ال”أنا” “العلوي” وال”أنت” في ثورة بلاده والتي كانت الصراع من أجل البقاء من أجل الانتصار للحياة التي تخضر رغمًا عنه في قلبه، رغم حيادية الجسد الظاهرة.
فبين الرثاء والثناء، بين الفرح والحزن، بين الألق والتواضع، بين الحب والفقد، بين الحياة والموت، وجدت فيه الأمل ينتصر دائما في النهاية، وهذا كان يجلد ذاته ويقدرها في نفس الوقت.
السؤال الملح: أي إبداع هذا الذي يولده الحزن؟!! وأي حزن يستظل بموت وهمي كان له بآخر كلماته؛ وأي حزن وألم يتماهى مع الفقراء المتعبين اللذين يسيرون إلى الهباء تطحنهم عجلات قضية بلادهم.
أوجعتنا يا فؤاد وأمتعتنا، أمتّنا وأحييتنا، كسرت قلوبنا ثم أنبت لها أجنحة؛ لتحلق من جديد….
هذا الكاتب الذي كان يزيد من أوجاعنا، لا نستطيع إلا أن نتمنى لقلبه الحياة، ولروحه التحليق، ولقلمه النزف أكثر وأكثر وأكثر………
انه الحزن الجليل دون فسحة أمل
نم قرير العين و أنت حي في دموع تتشرف مآقيها أن تحتويك.
لروحك السلام #فؤاد_حميرة

#سفيربرس _ بقلم : سارة محمد بركة

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *