كتبت د. رولة الصيداوي (.. وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ).

كظم الغيظ ليس معناه إهدار الحق أو تقبل الإهانة ولا معناه الخنوع للغير و لا يتعارض مع إبداء رفضنا بطريقة سليمة.
كظم الغيظ يمكن أن نعتبره مساحة آمنة تساعدنا على التفكير في الرد السليم الذي لا يحط من شأننا و يصون حقنا دون تجريح أو مبالغة في الانفعال أو قطع الروابط بيننا و بين الآخرين.
وربما هذه المساحة من كظم المشاعر السلبية هي ما تجعلنا نعيد تقييم الموقف و نرى سذاجته ، أو ربما نرى حجم ضخامته فنتخذ الإجراء المناسب في حفظ المسافات بيننا وبين الآخرين لصون سلامتنا النفسية أولاً ولمنع استغلال مشاعرنا وأوقاتنا وحياتنا الشخصية ثانياً.
إضافة إلى أن هناك أمور لا يصح أبداً السكوت عنها ، مثل انتهاك الخصوصيات بحجة القرابة أوالصداقة أو النسابة أو المعرفة ، أو انتهاك المساحات الشخصية ، أو التجرؤ وتخطي الحدود سواء الشرعية أو الحدود التي رسمناها نحن لأنفسنا.
المشكلة في عملية التعميم التي جعلت قيم عظيمة مثل كظم الغيظ و العفو و الإحسان صعبة على البعض ،
والفيصل هو نوع وحجم الأمر الذي نتعامل معه٠
لذلك كظم الغيظ عن الجاهل بالأمر.. واجب حتى يعلمه، ويدركه ويعلم عدم تجاوز حدوده .
قيل لسقراط لقد أمضيت عمرك في العلم والمعرفة والفلسفة والحكمة ماذا عرفت ، فأجاب : _سقراط_عرفت حدودي.
إضافة إلى أن هناك أموراً تافهة عابرة لا يصح أبداً أن نبذل من وقتنا و طاقتنا في مواجهتها أو الرد عليها
ولا يصح أبداً أن نعاتب أنفسنا بعدها لأن الهدف كان صيانة الوقت و الطاقة.
بكلمة …
نحن لانسعى لعمق العلاقات والصداقات بل نرتضي البساطة.

#سفيربرس _ بقلم : الدكتورة روله الصيداوي .
اختصاصية علم نفس.