إعلان
إعلان

فهم الدوافع والتماس الأعذار.. بقلم : محمد عفيف القرفان

#سفير_برس _ الكويت

إعلان

كل إنسان لديه مجموعة من الحاجات التي تتحول إلى أهداف حالما تصبح تلك الحاجة ملحة، ويتفاوت الناس في تقدير حاجاتهم طبقاً للواقع الذي يعيشونه، وتبقى حقيقة راسخة أن كل إنسان لديه حاجات يسعى إلى تحقيقها.

تختلف الحاجات عن الرغبات فالأولى ضرورية في حين الثانية كمالية أو يمكن تسميتها مكملة للأولى، فالحاجة إلى الشرب مثلاً ضرورة للبقاء ولكن اختيار نوع من الماء رغبة، لأن البقاء يكفيه أي نوع من أنواع المياه الصالحة للشرب ولكن رغبة الشخص بأن يحصل على ماء من نوع ما أو بمواصفات محددة يعد رغبة.

نعود إلى الحاجات التي على الإنسان الحصول عليها لكي يحيا حياة كريمة وقد لخصها عالم النفس الأمريكي أبراهام ماسلو في “هرم ماسلو” الشهير والذي قدم نظريته في الدافعية الإنسانية Human Motivation حيث افترض أن الحاجات أو الدوافع الإنسانية تنتظم في تدرج متصاعد، أي ما أن يقوم الإنسان بإشباع حاجة حتى يطلب إشباع الحاجة التي تليها.

وسأقوم بتلخيص الحاجات الخمس الرئيسة أدناه، علماً أن الهرم الخماسي تم تطويره حتى وصل إلى ثمانية حاجات:

١- حاجات البقاء (البقاء البيولوجي)
أي الحاجات الأساسية التي تبقي الانسان على قيد الحياة (الأكل والشرب والملبس والملجأ …)
٢- حاجات الأمن والأمان (الحماية)
أي حاجة الإنسان أن يعيش حياة آمنة لا يتعرض فيها للأذى الجسدي أو النفسي، أي بيئة آمنة دون مخاطر (سواء كانت مخاطر طبيعية أو من صنع البشر)
٣- الحاجات الاجتماعية
وهي حاجات الحب والانتماء داخل الأسرة والعمل والمجتمع (زواج – صداقة – قرابة أو أي انتماء يجعل الشخص يشعر بأنه محاط بأناس يشاركونه أفراحه وأحزانه.
٤- حاجات التقدير والتفوق
يحتاج الإنسان إلى التحفيز والتشجيع المادي والمعنوي لكي تزيد إنتاجيته ويشعر بأنه يقدم شيئاً ذا قيمة.
٥- حاجات تحقيق الذات (الدوافع العليا)
وهي تلك الحاجات التي تتعلق بطموحات الانسان ورسالته في هذه الحياة.

يعبّر الناس عن هذه الحاجات من خلال سلوكات يقومون بها وتختلف هذه السلوكات باختلاف الطبيعة التي نشأ عليها كل فرد، فالتعبير عن الجوع لدى الأطفال حديثي الولادة هو عن طريق البكاء مثلاً والتعبير عن الحاجة إلى التقدير والتفوق لدى موظف في مؤسسة يكون وراءها سلوك متميز في الأداء للحصول على التقدير والثناء وهكذا..

نصل هنا إلى الدوافع والمحركات التي تجعل المرء يبحث عن الحاجات أو الرغبات على حد سواء وهنا أمثلة على ذلك:

– ما الذي يدفع الشخص إلى البحث عن وظيفة؟
– ما الذي يدفع الشخص إلى شراء سيارة كبيرة؟
– ما الذي يدفع شخصاً ما إلى السرقة؟
– ما الذي يدفع الإنسان إلى ابتكار منتج جديد؟
– ما الذي يدفع الإنسان إلى تقديم هدية لشخص عزيز عليه؟
– ما الذي يدفع طفلاً إلى اللعب مع أطفال آخرين؟
– ما الذي يدفع شخصاً إلى سلوك العناد؟
– ما الذي يدفع طالباً إلى الهروب من حصة الرياضيات؟
– ما الذي دفع الإنسان إلى غزو الفضاء؟
– ما الذي دفع حكومة دبي إلى بناء برج خليفة؟
– ما الذي يدفعك لتحقيق هدفك القادم؟

الأمثلة كثيرة ولا نهاية لها.

والحقيقة أن فهم الإنسان لدوافع أخيه الإنسان جزء من عملية إنصافه وخصوصاً إذا كان ذلك لالتماس العذر بغية صلاح المجتمع، وبما أن باب التأويل مفتوح على مصراعيه يتوجب على الإنسان أن يفهم دوافع الآخرين جيداً دون محاولة الإطلاع على نواياهم، فهنالك سلوكات يقوم بها بعض البشر ظاهرها له دلالة تختلف تماماً عما كان يقصده.

(التمس لأخيك سبعين عذراً، وإن لم تجد له عذراً فقل لعل له عذراً)

تبقى الدوافع النبيلة صمام أمان للحفاظ على تحضر الإنسان ورقي الفكر البشري وبالتالي ينتج عنها سلوكات نبيلة وراقية تبني مجتمعاً سليماً خالياً من الحقد الكراهية والرياء وترسخ حقيقة مفادها أن الإنسان يستطيع الوصول إلى أرقى درجات التوافق الاجتماعي من خلال مبدأ فهم الدوافع والتماس الأعذار.

#سفير_برس _ الكويت _ بقلم : محمد عفيف القرفان

#المدرب_المايسترو
#الذكاء_العاطفي
#وجدانيات

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *