كتب المثنى علوش : مخبوزات بدون حب .. سعرات بلا رحمة …

في أي لحظة، سيتوقف قلبك عن الخفقان تماماً، ثم تتوقف تلك الدورة الدموية التي لطالما اعتدت عليها طيلة سنين خلت ..
كان الدماء يمر من ذات المكان كل يوم آلاف المرات دون كلل أو ملل، و حتى أنه قد يتصادف أن تمر الدورة الدموية نفسها بالكثير من المشقات أثناء سيرها لتأمين الأوكسجين اللازم للحياة، و من تلك المشاكل، بعض الخثرات التي تعترض عملية السير، و بعض الوخزات هنا و هناك ..
بعض الحزن و بعض الفرح المفاجئ.. مئات التقلبات اليومية التي قد تبطئ منها أو تتسارع بسببها الكريات الضعيفة القوية .
كان لابد لي أن أحذر من لحظة التوقف التي ستودي بحياتك بالتأكيد ، لكن المشكلة تكمن في من بقي ينظر إليك و أنت ميت و في قلبه الكثير من الحب و العشق لتلك التشققات و الإلتواءات المنتشرة على جبهتك و أسفل وجنتيك .
هذا العاشق، يحتاج للكثير من الوقت كي يدرك أن الحادثة وقعت فعلاً، و أن الحياة ستستمر ، لكنها ستستمر بدونك الآن .. فما الذي سيختلف!!!؟.
إنه الاختلاف الذي تصنعه الأم، و يخبزه الأب، و يحمله الأخ و الأخت، و تتذوقه مع ولدك و زوجك .. الاختلاف الذي ستعيشه من دون هؤلاء هو أنك لن تأكل من ذلك الخبز اللاهوتي .. و لا بديل .. لأن شروط الحياة صعبة..لا بل مستحيلة .

#سفير_برس _ بقلم :المثنى علوش