إعلان
إعلان

ما فعلته تلك الكلمات..بقلم : لميس علي

#سفيربرس

إعلان

لبعض الكلمات قوة تجعلها تحرّك وتغير الرواسخ من الآراء والقناعات.

حين وصلتها تلك الكلمات، كما لو أنها لمحت هالةً سحرية تحيط بها.
ها هي تقف مرة ثانية في منتصف الطريق..
في الوسط تماماً..
غير قادرة على الخطو نحو الأمام ولا نحو الخلف.
هي عالقة.. بعدما ظنت أنها حسمت أمرها ومضت إلى غير رجعة في طريق اختارته، وأنها قفلت على تلك الحكاية في ركن منسي من قبو الذاكرة وألقت بالمفتاح بعيداً حيث لا تطاله يد..
لكن يد الحياة تفاجئنا، وتمتد خلسةً إلى ما نعتقد أننا أخفيناه عنها.
هي عالقة.. في الوسط تماماً..
مع أنها لم تحبّ يوماً لعبة (الوسطية) ولا لعبة (الخيارات) التي توهمنا الحياة بها أحياناً.
ماذا تختار..؟
إلى أين تمضي..؟
هل تكمل طريقاً اختارته.. أم تعود لترتيب أوراقها مع تلك الحكاية ومع بطلها الذي حسبت أنها وضعته في (أرشيف الذاكرة)..؟
قرأت مرةً، بحثاً عن سحر الأشياء غير المكتملة، وكيف يمكن للأعمال الإبداعية غير المنتهية أن تحمل نوعاً خاصا من جاذبية، فتفتح باب تأويلات يصعب إغلاقه.
ولأنها دائماً ما كانت تفضل أن يرسم الآخر شكل النهاية، فهي لا تحتمل وزر الخسارات ولا ذنب إنهاء الأشياء الجميلة في الحياة، لهذا بدأت ترى نوعاً من جمالية خاصة بعدم الاكتمال.. بالأشياء المعلقة.. غير المكتملة.. ولا المنتهية.. وغير المبتوت بأمرها.
ما الجاذبية التي يغرينا بها عدم الانتهاء وعدم الاكتمال..؟
مع أنها أمضت عمرها كاملاً وهي تأخذ قرارات حاسمة وواضحة لا تحتمل التأويل، وحتى في الأمور التي اشتملت على أكثر من خيار، سرعان ما كانت تتشبث بخيارها الأوحد فلا ترى سواه.. فهي لا تحتمل تشعب الاحتمالات ولا وهم الاختيارات..
يبدو أن الأمر لا ينطبق على أسرار (القلب) وأهوائه المتقلبة.
في مقال الأعمال غير المكتملة، ثمة ملاحظة تشير إلى (الفرق الشاسع، في الأعمال الأدبية والفنية، بين عمل “مكتمل” وعمل “منتهٍ”، فما هو “مكتمل” قد لا يكون بالضرورة “منتهياً” وما هو “منتهٍ” لا يشترط أن يكون “مكتملاً”)..
من يقرر الانتهاء من عدمه.. أو الاكتمال من عدمه..؟
سرعان سحبت الأمر على علاقاتنا الإنسانية لاسيما العاطفية..
ألا تشتمل تلك الناجحة المستمرة على شيء من سر إبداع لا يمتلكه كثيرون..؟
مع ملاحظه كون الاستمرار لا يعني الاكتمال.
غالباً يتمثل سحر “اللامكتمل”، أن فيه شيئاً من فراغ، وبذلك نحن نسعى إلى ملئه وطمس نقصه..
ما يعني أن عدم الاكتمال يحمل تأويلات وقراءات/توقعات غير محددة..
فأي سحر في علاقات منتهية ومكتملة..؟!
ما فعلته تلك الكلمات.. أنها نبهتها إلى دائرة “اللامكتمل” بينهما..
وحملت معها احتمالات “اللاانتهاء”، وبذات الوقت “اللااكتمال” من جديد..
سحبتها من أرض “الوسط”.. إلى حيث احتمالات تدخلها اكتمالاً.

#سفيربرس _ بقلم : لميس علي

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *