فلسطين العربية تاريخيا” وقضية الكرامة التي كانت وستبقى ..رفاه محمد

لم تكن مجرَّد رقم فقط أو دولة” تتعرض للاضطهاد والاحتلال الصهيوني منذ زمن قديم،أو مجرَّد أرضٍ مسلوبة ،أو كرامةٍ مستباحة،أو حتّى ساحة صراعات ودفاع عن قضيّة حق،قضية شعب وأرض وكرامة …ضدّ الظلم والقهر والمجازر المرتكبة بحق الفلسطينيين الأبرياء منذ مئات السنين.

إنها الحكاية المسّطرة بدماء الشهداء الأبطال في كتب الأساطير وسجلات الشرف ،إنها حكاية أرض بيت المقدس الطاهرة.

تقع فلسطين في الشرق الأوسط بين البحر المتوسط غربا” ونهر الأردن شرقا” في موقع استراتيجي،تمَّ تحديدها في العصر الحديث بموجب اتفاقية الحدود الفرنسية البريطانية عام 1920 ومذَّكرة شرق الأردن 16/سبتمبر/1922
توالت على أرض فلسطين مجموعة من الحضارات العريقة: كالأغريقية ولآشورية والبابلية والرومانية وحضارة الفرس والأتراك السّلاجقة و الكنعانيين أيضا”

ثم تمّت السيطرة عليها من بعد ذلك من قبل بريطانيا بعد نهاية الحرب العالمية الأولى عام 1918،وقد أيَّدت الأمم المتحدّة هذا الشيء تحت مسمّى الإنتداب،وتمَّ بعد ذلك أيضا” تطبيق وعد بلفور الذي يقضي بإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين أُطلقَ عليه (وعد من لايملك لمن لايستحق)
عام 1923

نتساءل هنا لماذا فلسطين بالذّات ؟
لأنّٕها الأصل في بدايات المعاني أجمع والمتعلّقة بالكرامة والتضحية والدّفاع عن الأرض ووحدة العرب فيها،لأنها الذاكرة الجامعة لنا عربا” ومسلمين وبشرا” وشهودا” على هذه القضية التي قدّرَ لها الاستمرار.
لتكون امتحانا” لضميرنا الإنساني أجمع.

ليست فلسطين عبارة عن أرض محتَّلة أو شعب مضطهد أو حتى شهداء وراء شهداء ومجازر صهيونية مرتكبة بحق الفلسطينيين لقمعهم وإضعاف وتيرة التضحية عندهم
بل هي أعمق وأكبر من ذلك
أوسع من الجغرافيا وأعمق من التاريخ

فقد احتوت على 34 حرفا” هجائيا” ولكن أغلبها اندثر في طيّ النسيان ،وقد سرق الإسرائيليون عشرات الألفاظ والأحرف وادَّعو أنها عبرية
كما أن تاريخ فلسطين غني بالثقافات التي يعود تاريخها إلى آلاف السنين،ولهذا وغيره تواجه تحديات كبيرة في ظل الاحتلال الإسرائيلي والصراع الدائر في المنطقة

وما زال شعب فلسطين المغوار يكافح حتّى الآن كما كان من أجل إقامة دولةٍ حرّة مستقّلة واسمها فلسطين،التي ولد على أرضها النبي عيسى عليه السَّلام وقال:
بوركت الأرض التي أنا عليها .
ويبقى مشروع تأسيس دولة إسرائيل عليها حلما” لأن التاريخ الحقيقي لا يُزوَّر ويندثر تحت غبار مئات السنين
والدَّمُ الفلسطيني يشهد.

#سفير برس _ رفاه محمد