إعلان
إعلان

فلسطين وجدان مبعثر محاضرة للدكتورة سناء شامي

#خاص سفيربرس:د. آداب عبد الهادي

إعلان

بالتعاون بين مؤسسة نبع الحياة والاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين أقيمت ندوة يوم

الإثنين ٢٣ سبتمبر / إيلول ٢٠٢٤ في مقر الإتحاد العام للكتّاب و الصحفيين الفلسطينيين بعنوان: فلسطين وجدان مبعثر، كانت ندوة ناجحة، و نجاحها يكمن في طرحها المختلف لقضية فلسطين، إذ بدأت د. سناء شامي من الحضور قراءة الفاتحة معها، و بعد نهاية القراءة قالت شامي، طلبت من الحضور قراءة الفاتحة لنتساءل معاً هل نحن من غير المغضوب عليهم أو من الضالين؟ تحدثت شامي عن ضرورة النقد الذاتي، و عدم تجاهل تخاذل الحكومات العربية الذي عالج القضية بطريقة مطاطية، و إن الحلول تكمن في جذور المشكلة، لذلك لا بد من مناداة الأمور بأسمائها و الرجوع إلى المسار التاريخي الإستعماري و ما ترك من بذور لنموّه بخبث صامت بيننا، و بالتالي لا يمكن الحديث عن القضية الفلسطينية، دون الحديث عن قضايا المنطقة العربية بأكملها، بدءً من العراق، سوريا، لبنان، و مروراً بالسودان، دارفور، أريتريا، أثيوبيا و أوغندة… لأنهما الأساس زُرع هذا الكيان في فلسطين لتفتيت المنطقة بأكملها، و وثيقة كامبل بنرمان منذ عام ١٩٠٥ شاهد على ذلك، و منذ ذلك التاريخ، عملت الصهيونية على إفتعال الثورة العربية الكبرى في عام ١٩١٦، و تلاها سايكس بيكو و وعد بلفور… و السؤال لماذا قبلت الزعماء العربية بلعبة تجزئة المنطقه، و لماذا بعد سقوط الإمبراطورية العثمانية وافقوا على شرذمة الحدود، و على زرع كيان غاصب أسمته إسرائيل؟ النظام العالمي في ذلك التاريخ، كان يأخذ شكلاً جديداً، حيث أنهى حكم الإمبراطوريات في العالم، و خلق أنظمة الجمهوريات و الأوطان… و تابعت شامي قائلة، أستطيع تفهّم بأن ذلك النظام العالمي حينها باغت العرب و فرض شروطه عليهم، و هناك من خان، و هناك من قُتل لعدم إستسلامه، و هناك من تقاعس، و هناك من حاول تغيير الوضع عن طريق محاولته خلق وحدة عربية… و بعد مذابح بدأت منذ عصر الإنتداب و منذ عام ١٩٣٨ لم تتوقف المجازر على أيادي عصابات الهاغانا و الإتسل و ليحي اليهودية… و السؤال لماذا إنتظر العرب طويلاً لتغيير ظروفهم رغم إمكانياتهم الهائلة، لماذا لم تحتج الشعوب العربية يوماً على وجود حدود تعزلهم عن بعضهم البعض، و لماذا هناك حكومات عربية خانت مثيلتها و أضعفت محاولات الوحدة و حل القضية. كما أكدت شامي بأننا لا نستطيع الحديث عن غزة اليوم بمعزل عن الحديث عمّا حدث في العراق و سوريا و لبنان، و بعيداً عن تقسيم السودان و حروب التحرير في أفريقيا التي أجهضت أيضاً بسلاح بعض الدول العربية!
و تابعت شامي، الحرب من الأساس إيديولوجية بغطاء ديني، فمنذ عام ٦١٤ كان الغزو الساساني للقدس من قِبل الجيش الفارسي بقيادة شهريار لقتل مسيحيين القدس، و في عام ٦٢٥ حدثت ثورة اليهود ضد هرقل في القدس و الجليل، أنهى فيها البيزنطيين المسيحيون الوجود اليهودي على يد هرقل، و في عام ١٠٩٩ حاصر الصليبيون القدس و قتلوا المسلمين و المسيحيين و اليهود على حدّ سواء… و ما زال نتينياهو إلى يومنا هذا يتحدث في خطاباته بلغة الدين، و من هذا المنطلق حذرت شامي من الوقوع بمصيدة الليبيرالية الحديثة و وسائلها الملونه، من أجل تذويب هوية الشعوب و جذورهم، كما دعت إلى نشر الوعي بطرق ممنهجة بين الشباب و خصوصاً فيما يتعلق بالمشروع الصهيوني المسمّى بالديانات الإبراهيمية، كذلك المثلية و الدعوة إلى الإنفلات بإسم الحريات… و أشارت شامي أيضاً على خذورة الإختراق، و بأننا مخترقين تعليمياً و دينياً و أخلاقياً، قبل إختراقنا تكنولوجياً، و بأن إنترنت ولد في عام ١٩٦٩ في قلب البنتاغون أي في القلب العسكري للولايات المتحدة و هو أساس إستراتيجي هدفه خدمة مصالح الصهيونية الأمريكية، فلماذا نتفاجئ بتفجيرات البنجر؟
و شددت شامي في حديثها على أهمية دور الأخلاق في إعادة صياغة حلول جديدة لواقع مهمَّش و مهمِّش، و بأن مشكلتنا في الأساس تكمن في الإزدواجية الأخلاقية، و بأن إصلاح الأخلاق، و التمسك بالتراث و العقيدة و سحق الطائفية، و إعادة الوجه الحقيقي للأديان هو السبيل الوحيد لمنع إندثار هويتنا الحضارية، و هو بداية لإمكانية الحل للقضايا العربية، و التي تكمن مركزيتها في قضية فلسطين.
ثم ختمت شامي مداخلتها بإحدى قصائدها و عنوانها: لا عزاء و لا تعزية
من أجل فلسطين
كذبت على زوجتي
سأدعم غزة
من بيت عشيقتي
عشيقتي شقراء وطنيه
بينما تحمّص اللوز و تصبُّ الويسكي
تغني لي أغاني فلسطينيه
أنشرها على انستغرام العدو
فأحصد دعم جميع الأمة العربية
الكذب حلال من أجل القضية
أرجوك زوجتي
تفهّمي موقفي الميؤوس
لا تتهميني بأني حقير ديّوس
أنفق على القحاب الشرف و الفلوس
تفهّمي موقفي يا زوجتي…
مثل حكومتي، كرنفال هي رجولتي
تعلمّتُ منها الزنى
لكن لا أضاجع مثلها إسرائيل
و لا أبيع القدس و القرآن و الإنجيل
أنا يا زوجتي تكفيني
زجاجة خمر و شقراء لعوب
كي أحتمل صراخ غزة
كي أخفي بأني مرعوب
كي أنسى بأنني طرطور
يا زوجتي الغضوب
حتى الأكفان لم تعد تكفي
إلى أين الهروب؟.

#خاص سفيربرس:د. آداب عبد الهادي

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *