إعلان
إعلان

د. عجاج سليم: “وصية مريم” عرض ضيف في مهرجان الفجيرة للمونودراما.  و(جليدان) يمثل معاناة الإنسان السوري خلال 14 عام الماضية.

#سفيربرس _ زياد ميمان

إعلان

انطلقت يوم الخميس الماضي فعاليات الدورة الحادية عشرة من مهرجان الفجيرة الدولي لمسرح المونودراما والذي يستمر لغاية 18 الجاري، ويتضمن العديد من الفعاليات والعروض المسرحية فضلاً عن الإعلان عن الفائزين بمسابقة نصوص المونودراما العربية والأجنبية وكذلك مسابقة نصوص المسرح المدرسي التي تقام للمرة الأولى في المهرجان.

يشارك في المهرجان مجموعة من العروض المسرحية من مختلف العربية ومنها سورية التي تشارك بعرض “وصية مريم” من إخراج الدكتور عجاج سليم الذي يتحدث لنا عن واقع المسرح السوري خلال فترة الثورة وعن حضور المسرح السوري في مهرجان الفجيرة فيقول في حديث خاص :

“خلال العشر سنوات الأخيرة لاحظنا تراجع دعم المسرح السوري، فبعض العروض التي كانت تدعى إلى المشاركة في مهرجانات عربية فإنها كانت تدعى لجودة مستوى العرض والأداء وتميز في النص والإخراج، وكانت تتم دعوتها بشكل غير رسمي وكانت العروض ترسل إلى إدارة المهرجانات ويتم اختيار العروض السورية المميزة، وكنا نواجه دائماً نواجه مشاكل كبيرة وهي أن وزارة الثقافة في عهد النظام البائد، لا تقدم دعماً مالياً للعروض التي ستشارك في مهرجانات خارجية وتبقى المشاركة على نفقة المخرج والممثلين الذين سيدفعون نفقات السفر الدولي، فأذكر أنني بعت أرضاً حتى وفرت ثمن بطاقات السفر لأربعة عشر ممثلاً لنشارك في مهرجان في تونس، وكذلك شاركنا مرة في الأردن بمهرجان نظمته الهيئة العربية للمسرح حيث تحملت الهيئة نفقات السفر والإقامة، ولم تكن الوزارة لتتحمل أية نفقات من لدعم العروض لتشارك في المهرجانات.

أضاف د. سليم :”حتى عمل عرض مسرحي مع الوزارة كان غير مجدي فكانت الأجور لا تتجاوز ال 50 دولار أمريكي ولكن كنا نعمل لكي يبقى المسرح مستمراً وقائماً ولم أكن وحدي أعمل لذلك بل معي العديد من المسرحيين السوريين.

والمشاركة السورية في هذا المهرجان أو غيره من المهرجانات، تقوم على سمعة المسرح السوري وتاريخه وعراقته وخبرة من يعمل به، ولكن لم تكن وزارة الثقافة سابقاً تفسح المجال للأعمال المسرحية لتقديمها في دار الأوبرا، فكانت مخصصة للحفلات الموسيقية مع أن المسرح السوري لا يقل أهمية عن الموسيقى، ولكن كان الإهمال من نصيبه، دائماً.”

اليوم سورية تشارك بقوة في الدورة الحادية عشرة لمهرجان الفجيرة للمونودراما حدثني عن دوركم في هذه المشاركة؟

“أما عن حضورنا ومشاركتنا في مهرجان الفجيرة الحادي عشر، فلقد تم طلبي بشكل شخصي لتقديم عرض كضيف في المهرجان إلى جانب عرضين من الإمارات وتونس، فالعرض السوري يحمل عنوان “وصية مريم” وهو يتحدث عن 14 عام من الطغيان والجوع والذل الذي عاشه المواطن السوري، وهو يجسد لحالة إنسان سوري هرب من سورية إلى لبنان ولم يستطع الدخول إليها، وبقي بين الحدين وتم تجسيد كل أوجاع المواطن السوري بشخص واحد.

والعرض الذي أخرجته بعنوان “وصية مريم” من تأليف: جمال آدم”

تمثيل الفنان محمد حداقي، وهو إنتاج خاص بدعم من دائرة الثقافة في إمارة الفجيرة في الإمارات لهذا العام .

والنص يتحدث عن شخصية أسماها الكاتب ( جليدان ) دلالة قوة الجلد والتحمل التي تتمتع بها شخصية بطل العرض. وهو النموذج الواضح للمواطن السوري الذي حمل ومازال يحمل هموم العالم في بلد يتمتع بوافر الخيرات ولكن نظام الاستعداد الذي امتد ظلامه وظلمه لأكثر من 60 عاما.. ضاعت فيها حقوق الشعب وزادت معاناته ثم جاءت سنوات الحرب ال 14 لتعمق الألم وتشتت الأسر ويعم الفقر والذل الممنهج ..ويتشرذم الشعب السوري في أرجاء العالم.. وتعلق صور الشهداء في كل بيت وفي كل قرية ومدينة وكل ذلك من أجل أن يستمر حكم الطغيان، وأحداث الحرب يعرفها القاصي والداني، ولكن مسرحنا لم يتعرض لها إلا على مستوى الخبر أو من خلال عرض قصص أو حكايات مرت على الناس خلال الحرب.”

وهنا نستطيع القول أن نص مريم ولخصوصية الكتابة للمونودراما يغوص في أعماق بطل العرض من خلال أحداث عاشها جليدان وبشكل يكثف آلام وهو نموذج السوري المتعب من الموت والجوع والذل الممنهج ..داخل وحتى خارج وطنه..

العرض يقدم بطله في ساعاته الأخيرة على كوكب الأرض، وهو الذي يصرخ بالموت أن يحضر وينتشله من آلامه. هي تراجيديا السوري. الذي هرب من الموت وحاول الدخول الى إحدى الدول الشقيقة ( في العرض جليدان البكل حاول دخول لبنان) . ولكن بسبب الشروط التعجيزية للسماح بدخول البلد الشقيق يحاول العودة إلى بلده ..ولا يستطيع وهو السجين السابق الهارب من جحيم الحرب . فيعلق على الحدود بين البلدين بانتظار نهاية سعيدة كانت أم حزينة.

وحيدا مع أحذية الاطفال الذين كان يدفنهم ويحتفظ بأحذيتهم.. وهو المدرس السابق.. يقضي أيامه لا جليس معه إلا الأحذية أو صوت إطلاق النار أو مرور المهربين بين البلدين.. وهم مصدر طعامه بإحسانهم إذا شاؤوا أن يحسنوا إليه.

والتحضير للعمل كان عبارة عن ورشة عملية على النص من أجل صياغة نص العرض النهائي والغوص في أبعاد وأعماق الشخصية من أجل الوصول إلى عرض يقدم البطل جليدان وهو الشخصية المكثفة لأوضاع كل سوري حر رفض الاستكانة أو الخضوع لأوامر الواقع المخزي أثناء حكم الطغيان.

خلال البروفات يعيش فريق العمل أوقات فيها الكثير من الجهد والإحساس العالي بالمسؤولية ماذا عن تلك الفترة حدثني عنها.

“هذه الورشة والبروفات كانت تتم بمشاركة المؤلف والممثل والمخرج.. ..لتكون النتيجة التي قدمناها برضى عن النفس مصدره أننا جميعا عشنا نفس الآلام والمعاناة.

فالمؤلف جمال آدم من خلال التقاطه الذكي لفكرة عيش الشخصية على الحدود مع أحذية الأطفال رمز البراءة.. . والتي هي ربما حدود بين الواقع والحلم بين الألم والبحث عن الراحة بين العدل والظلم، استطاع أن يعبّر بالنص وبعبارات بليغة إلى داخل أرواح السوريين.. وينطق باسمهم..

ويأتي الأداء الحساس والمرهف والراقي للممثل الموهوب محمد حداقي ليلتقط أدق الإشارات الصادرة من أعماق الشخصية، ويعبّر بها من اللاوعي الخاص بالشخصية من خلال روحه، ليبدو وكان محمد يجسد معاناته الشخصيةـ وانا مؤمن أن كل من سيرى العرض سيكون راضياً رغم ما سيشعر به من تعاطف أو حزن أو حب للشخصية، عن الأداء المتميز لمحمد حداقي الذي يعود للمسرح متألقاً ..ناشرا عطر موهبته وعبير روحه الشفافة

الدكتور عجاج سليم المخرج المتمرس في الأعمال المسرحية ماذا عن تجربة العمل الإخراجي للنص المونودرامي؟

هي تجربة صعبة وامتحان لقدرات أي مخرج. هنا على المخرج أن يتغلغل في روح الممثل وان تتجسد حلوله الإخراجية من خلال رسم أدق التفاصيل في الحركة أو الفعل التمثيلي أو الحس والشعور الدقيق.. دون أي فذلكة أو استعراض للعضلات الإخراجية.

. لأن وقوف ممثل لوحده على الخشبة لا يضمن نجاحه إلاّ طاقة وجهد وموهبة المخرج التي تظهر من خلال أداء الممثل المتميز..

المساحة على الخشبة فارغة إلا من بعض الصناديق وحاجات البطل الضرورية.. والشغل على الضوء والصوت والموسيقا والابداع المرتبط بكيفية تعامل الممثل مع الحدث أو ردود أفعاله على ما يحدث من حوله .. لتكون رسالته واضحة ليس من خلال الكلمة فقط، بل بالمعنى الذي يحمله للكلمة ضمن ظروف يعرف عنها المشاهد الكثير من الحالات التي تشبهها. وبإشارات تجد عند المتلقي استقبالاً حسناً لأن دلالاتها، عاشها ويعيشها المواطن السوري، والذي انتقل من خوف إلى خوف.

والدكتور عجاج سليم، يحمل دكتوراه في فلسفة العلوم الفنية، قسم الإخراج, أكاديمية سان بطرسبورغ الحكومية للمسرح والموسيقا والسينما.

وعمل في سورية عميدا للمعهد العالي للفنون المسرحية في سورية وكذلك مديرا عاما لمديرية المسارح والموسيقا ومديرا المسرح القومي.

كما عمل مديراً فنياً لمسرح الشارقة الوطني – الشارقة, الإمارات.

وأدار عدة مهرجانات مسرحية وفنية.

أخرج العديد من الأعمال المسرحية وقدمها على خشبات العديد من المسارح العربية وال

أجنبية وله مجموعة من الأبحاث العلمية والدراسات في فن المسرح وفن تكوين الممثل وكذلك في الإخراج

#سفيربرس _ زياد ميمان 

 

 

 

 

 

 

 

 

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *